العنوسة هي مصطلح خاص بالإناث دون الذكور ، و هو ذا تعريفات تختلف قليلاً من مجتمع لآخر ، لكن أدق تعريف لها حسب مفاهيمنا العربية أنها السن الذي تصل إليه البنت التي لم يسبق لها الزواج بحيث تكون عند ذلك السن فرصتها في الزواج جد ضئيلة تكاد تساوي صفراً ، و يختلف تحديد هذا السن من دولة لأخرى و من شعب لآخر ففي حين قد يرفع البعض هذا السن فيعتبره تقريباً ستين عاماً إلا أن البعض يخفضه حتى يوصله إلى ثلاثين عاماً و لكن كمتوسط فإنه يعتبر سن 45 عاماً رقماً قد يتفق كثير عليه على أنه عنده تتضائل فرصة البنت فيه في الزواج و إن كانت في مجتمعاتنا العربية فرصتها كبكر أقوى من فرصة الثيب في الزواج و إن كانت عانساً، فتجد شخصاً قد يفضل بكراً بعمر الأربعين على ثيب بعمر الخامسة و العشرين.
إن أسباب العنوسة كثيرة و لكني أحب تسليط الضوء على سببين رئيسيين من وجهة نظري ككاتب ، بداية أقول بأن سبب العنوسة الأساسي هو قدر الله تعالى لا محالة، فمن قدر لها ان تبقى عانساً حتى آخر عمرها فإنما ذلك قدر مقدور ، فلا مبدل لقدر الله، أما نحن البشر فعلينا السعي فنحن لا نعلم من العانس من غيرها ، لذلك إن وجدنا أسبابا شلبية تزيد من العنوسة فعلينا العمل كمجتمع على تلافيها.
أحد الأسباب الهامة التي أراها هو عزوف البنت في مقتبل عمرها و في فترة عمرها الذهبية و هي عشرينيات العمر عن قبول من يتقدم لها بسبب حجج واهية قد تندم عليها لاحقا و هو ما يحصل مع كثير ، فترى البنت ترفض فلانا لأن بيته بالإيجار و ليس ملكا له أو لأن وظيفته حلاق و ليس مدير شركة أو لأن والده خباز و ليس من التجار المشهورين! فإتق الله أخيتي و إختاري ذا الدين و الخلق تربت يداك.
و السبب الآخر الهام من وجهة نظري هو ضعف الروابط المجتمعية فقد كان الناس قديما يعرفون بعضهم جيداً و يدلون على بعضهم من أجل السعي في الزواج ، أما في أيامنا فكل عائلة مشغولة بنفسها فلا تستغرب أبداً إذا لاقيت شخصاً لا يعرف أن إبن عمه عنده بنت في سن الزواج أو ربما لا يعلم أن إبنة أخيه في سن زواج! فإتقوا الله إخواني و صلوا أرحامكم و تعارفوا تحابوا، و إسعوا إلى تزويج شبابكم و بناتكم و إتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ، و الله ولي التوفيق.