بعض الأحداث التي نمارسها يوميا تكون منطقية وبطريقة ما مجدولة – أي نمارسها دون تفكير – لكن يحدث أننا نجلس يوما ويطرأ على بنات افكارنا أننا لسنا منطقيون في فعل شيء ما، يجعل ما نفعله جحيم نعيشة طيلة لحظات التفكير فيه .
فلنأخذ التدخين حالة وحدث يتكرر يومياً …
المدخن يعرض نفسه يوميا لجرعات متفرقة من سجائره، ومع أنه يعلم جحيم الموت البطيء فيما يفعله إلا أنه يستمر .. ويستمر في معاقرة التدخين ومع أنه يعلم أن التدخين حالة لا منطقية – لأنه يعلم ان التدخين يعني الوفاة أو السقم – فلماذا يرى المدخن أن معاقرة التدخين أمر منطقي ؟
أما في حالة الغير مدخن فيرى التدخين أمر غير منطقي البتة، وحدث يجب التخلص منه، أحياناً نرى هذه الفئة أما ناصحاً أو متجاهلاً وأحياناً أخرى ضائقاً من المدخنين، فلماذا يرى الغير مدخن أن التدخين أمر غير منطقي ؟
الأحداث : دوائر تتشكل في نوعية من البشر كالذين يمارسون ذات الفعل، فمثلاً كرة القدم لها دائرة لمن يمارسونها ودائرة اخرى لمن يعشقها، كذلك التدخين له دائرة في من يعاقره وله دائرة في من يصنعه ودائرة اخرى لمن يسوقه، الحدث الوحيد هنا التدخين وباقي الاحداث من بيع وتصنيع وتسويق هي أساليب وأسباب لحدوث هذا الحدث .
السؤال الذي يطرح نفسه هنا بقوة الأساليب وبقوة المنطق الذي زرع في دماء كل مدخن ما هي الاهداف من حدوث هذا الحدث ؟
لا بد للإجابة ان تكون قوية أيضاً – المال – هو الدافع لحدوث عملية التصنيع والتسويق والبيع والإجابة تقودنا لسؤال آخر لماذا يرى أصحاب هذه الدائرة أن ما يفعلونه منطقي ؟
جميع هذه الأسئلة ستكون إجابتها منطقية السبب في دخولنا مثل هذه الدوائر هو الانحراف من الاحداث الأيجابية الى الاحداث السلبية، فأي مدخن كان فيما مضى غير مدخن، أي انه انحرف بسلوكه وبدأ التدخين يحدث – نقطة التحول – أي إنحراف في سلوكياتنا يسيطر عليه أمر إيجابي أو أمر سلبي تأثر به كصديق مدخن فنقل العدوى أو أحاسيس بالفراغ أو أي سبب ولد لديه شعور بالفراغ والذي اشبعه بنفث سجائره .
أي حدث ينحرف ويصبح في الدائرة المقابلة عكس ما كان او ما كان يجب، يحتاج الى تحفيز سلبي حتى يقع تحت ظلاله وتحت سلطته المطلقة، التدخين يتغلغل جيداً ويعرف طرق وصوله إلى اشخاص جاهزون للوقع في دائرته .
الأحداث السلبية المتراكمة والتي لم نعالجها تولد طاقة سلبية تحيط بنا وتفتح منافذ سلبية لتلج صدورنا ولا يسعنا ترجمتها إلا بأحداث سلبية قد تصل أحياناً إلى القتل وأحداث دامية لا تفسير منطقي لها، هي الدوائر التي لا تحمد عقباها نلجها لأننا تجاهلنا أي إشارة تحذرنا من ولوجنا فيها .
بعد الولوج في إحدى هذه الدوائر السلبية التي اتخذنا مثالا عنها التدخين، نعاقر الحدث بطيئا حتى نعتاده ونراه بذلك منطقي ولأن الغير مدخن خارج هذه الدوائر بالطبع سيراه غير منطقي البتة .
أخيراً : منطقية الأحداث نراها حينما نعتاد معاقرة حدث وتكراره بالرغم من لذة بدايته أو قسوة بدايته إلا أننا إن إعتدنا عليه يصعب الخروج منه إلا بصدمة من الواقع، لذا فلنقرأ الواقع بشكل أفضل ولنخطط لمستقبل أنجح وأفضل، وذلك بأن لا نسمح لأنفسنا بالإعتياد على الامور السلبية .