تناولت صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” التطورات الأخيرة في سوريا، مشيرة إلى أن ما يحدث الآن هناك يشبه عرضا تجريبيا للحرب الثالثة العالمية.
جاء في مقال الصحيفة:
أصبحت إسرائيل والصين في مواقع مختلفة في الشرق الأوسط. فقد قامت الطائرات الإسرائيلية بعد سقوط قذيفة طائشة في الجولان المحتل بتوجيه ضربة إلى مواقع قوات بشار الأسد الحكومية في سوريا.
في هذه الأثناء قامت القوات التركية بقصف مواقع الجهاديين والكرد في المناطق الحدودية السورية.
وعلى هذه الخلفية، أصبح معلوما أن الصين تنخرط بنشاط في النزاع، حيث أرسلت إلى المباحثات في دمشق ضابطا برتبة لواء بحري، وعينت سفيرا جديدا هناك.
وكتبت صحيفة “تايم أوف إسرائيل” أن قذيفة الهاون، التي أطلقها الجنود السوريون، سقطت على هضبة الجولان، التي تسيطر عليها إسرائيل، دون أن تحدث أضرارا. وردا على ذلك قامت الطائرات لإسرائيلية بغارة جوية على وحدة المدفعية ودمرتها، ولم يصب أي من جنود القوات الحكومية السورية بأذى.
وقد أصبحت مرتفعات الجولان السورية في السنوات الأخيرة ميدانا للمعارك العنيفة بين قوات “جبهة فتح الشام” (الاسم الجديد لـ”جبهة النصرة” – فرع “القاعدة” في سوريا) وقوات الأسد. كما أن هذه المرتفعات أصبحت هدفا لـ”حزب الله” اللبناني والفصائل الإيرانية، التي تنظر إلى هذا المكان كجبهة محتملة ضد إسرائيل.
في غضون ذلك، قامت القوات التركية بقصف مواقع تنظيم “داعش” الإرهابي وحزب “الاتحاد الديمقراطي” الكردي. في المنطقة الحدودية من شمال سوريا. وتعرضت للقصف ضواحي منبج، التي انتزعها الأكراد للتو من قبضة “داعش”.
وكتبت صحيفة “غارديان” البريطانية أن الأخبار الأخيرة تدل على أن تركيا غيرت أولوياتها في السياسة الخارجية. فإذا كانت أنقرة تطلب في السابق بشكل قاطع استقالة الأسد، فإنها الآن على لسان رئيس وزرائها بن علي يلدريم اعترفت بأن الزعيم السوري يستطيع البقاء في منصبه في المرحلة الانتقالية.
ولا يستبعد الخبراء أن تكون أنقرة قد عقدت صفقة مع دمشق.
يقول الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية أرسين خيزرييف إن “الأكراد يتهمون إيران وتركيا بالتآمر مع النظام السوري للقضاء على منطقة الحكم الذاتي الكردية في سوريا”.
وكتبت الصحيفة الإيرلندية “إيريش تايمز” أن انعطافا فجائيا ظهر في النزاع السوري. فالصين دخلت العراك في سوريا إلى جانب الأسد، وشكلت مع روسيا وإيران حلفا ثلاثيا ضد “جبهة فتح الشام”.
ووفق صحيفة “غلوبال تايمز” الصينية، فإن بكين أرسلت إلى سوريا خبراء وعسكريين وأسلحة.
وترى الصحيفة أن تخوف بكين من فلتان الوضع في سوريا له ما يبرره. إذ يوجد في سوريا أكثر من 200 مقاتل إيغوري من المسلمين الصينيين يقاتلون ضد الدولة السورية.
بيد أن رئيس معهد الدين والسياسة ألكسندر إيغناتينكو يشكك في أن تنخرط الصين بنشاط في العمليات الحربية في إحدى دول الشرق الأوسط، وفي أن “تفرض “سلطة الإعصار” كما يقولون في بكين. فالصين تفضل تحيُّن الفرصة المناسبة، للانخراط إما في الصراع، أو في البناء عندما تصبح واضحة نتيجة النزاع”.
هذا، وتلوح في النزاع السوري حيثية مقلقة. فلأول مرة سلَّم أحد القادة العسكريين الأمريكيين الكبار بإمكان قيام الجيش الأمريكي بتنفيذ عمليات حربية ضد قوات الأسد.
فقد أعرب قائد القوات الأمريكية في سوريا والعراق ستيفن تاونسند عن امتعاضه من قصف الطيران الحربي السوري مواقع الأكراد العسكرية في مدينة الحسكة، حيث يوجد في هذه المنطقة قرابة 300 عسكري من مشاة البحرية الأمريكية، وقال: “سندافع عن أنفسنا في حال شعورنا بالخطر”.