وصل إلى أوروبا منذ بداية 2016 وحتى شهر آب/ أغسطس الماضي فقط 284 ألفاً و473 شخصاً، عبروا البحر مجازفين بمصائرهم وحياتهم.
كان عدد المفقودين في البحر في ارتفاع كبير عن الفترة ما بين مطلع 2016 ويوليو/ تموز 2016 حيث سجلت 3169 حالة هذا العام، مقابل 1894 حالة في العام الماضي، في الطريق الذي يصل إلى إيطاليا فقط.
الحالة المزرية التي يعيشها هؤلاء البشر أثناء محاولة العبور من البلد الأصلي في اتجاه أوروبا، تدفع منظمة الهجرة الدولية إلى ابتكار طريقة جديدة لتحذير المهاجرين.
من هنا أطلقت حملة المنظمة “الغرق والعطش والتعذيب والعنف” لإقناع عشرات الآلاف بالعدول عن مخططات الهروب عبر الصحراء وليبيا والإبحار إلى مسافات تصل إلى 300 كيلومتر.
كثيرون لا يعرفون بالفعل أيّ مخاطر سيواجهون في رحلتهم من خلال مهربين، سواء عبر الصحراء أو في بلد الترانزيت (العبور) ليبيا والرحلة البحرية الطويلة، حيث يرغب المهاجرون الناجون نسيان الظروف التي مرّوا بها والمضي في حياتهم الجديدة، لذلك لا يتقاسمون مع أهاليهم ومعارفهم في الوطن الأم خبراتهم وتجاربهم القاسية.
الحملة اختارت مجموعة من المهاجرين الذي يملكون الجرأة على الحديث عن أمانيهم التي تحوّلت إلى كابوس. فالأمر ليس متعلقاً فقط بالغرق، أو احتمال الموت، بل بالتعرض للعنف والاعتداء الجنسي على النساء وإساءة معاملة الأطفال والجوع والعطش والقتل خنقاً أو بالرصاص والضرب بالسياط.
فما أن يقع المهاجر ضحية المهرّب، فإن هذا يملك مصيره، في ليبيا مثلاً يصبح المهاجر ملكاً للعصابات تبيعه وتشتريه، وبعد الإبحار لمسافة قصيرة، على المهاجرين أن يقفزوا إلى البحر بانتظار قارب آخر أفضل.
تقول الشهادات في الحملة إن النساء يُعتدى عليهن في ليبيا وكذلك الأطفال قبل أن يركبوا القارب، وكذلك يحمل المهربون أسواطاً يجلدون بها من يعصي الأوامر، قد يقتلون أو يخنقون بعضاً منهم على القارب ويلقون به إلى البحر.