تقوم الطبيبة النفسية المصرية سها عيد بمعالجة مرضاها عن طريق العناق. العلاج يستغرق شهراً كاملاً، ويهدف إلى تحرير المريض من الطاقة السلبية وإشعاره بالأمان وبأن هناك من يتعاطف معه ومن يحتضنه مهما كانت مشاكله وشخصيته.
وتقول إن العناق سواء للمرأة أو للرجل والاحتضان مفيد للقلب ومهم جدا للتوازن والصحة النفسية، ولعل هذا هو أحد أسباب تخصيص يوم عالمي للعناق في يناير من كل عام. وتضيف إن المرأة التي يحتضنها زوجها كثيراً، بحسب الدراسات، تشعر بثقة نفسية وعاطفية أكثر من تلك التي لا تتلقى هذا الحضن اليومي.
وكذلك الأمر بالنسبة إلى الرجل، فقد أظهرت دراسات أميركية أن الزوج الذي تحتضنه زوجته أكثر من مرة خلال النهار ولوقت طويل، يشعر بالاستقرار ورغبة في العودة إلى البيت أكثر من ذلك الذي لا يتمتع بحضن دافئ من دون سبب خلال النهار.
كما تشير الدراسات إلى أن الطفل يحتاج إلى 24 ضمة في اليوم (4 ضمات للمعيشة والبقاء، و8 ضمات للصيانة النفسية، و12 ضمة للنمو الجسدي)، كما يحتاج الزوجان إلى أكثر من 15 ضمة يوميا خاصة في حال وجود مشاحنات أو خلافات بينهما، فهذا يعمل على سعة الصدر، فهي منطقة العواطف والأحاسيس، وهي منطقة الاتصال بين البشر والمواجهة.
ونظمت الطبيبة عيد ورشة عمل لأكثر من 10 مرضى يعانون من الإنطواء والعزلة، وقد ثبت مدى فعالية الاحتضان في علاجهم، حيث تبدأ جلسة العلاج في جو يتسم بالهدوء وبأضواء خافتة تبث الطمأنينة والراحة، يعقبها سرد للمشكلات التي يمر بها المريض. وسرعان ما تطلب عيد من أحد أحباء المريض الذي يكن له مشاعر فياضة سواء كان أحد الوالدين أو الزوج أو حتى الحبيب عناقه واحتضانه بقوة.