يروي أحد الأزواج كيف أن زوجته تفتعل معه مشكلة على أي سبب، مرة تصرخ لأنه لم يجفف أرضية الحمام بعد الاستحمام و”تعمل من الحبة قبة” كما يقول المثل، ومرة تقول “لماذا لم تحضر معك الخبز كما طلبت منك؟”.
وكذلك تقول إحدى الصديقات، كيف أن زوجها لسبب غير مفهوم يتشاجر معها على متابعة مسلسل تافه، أو نسيان أمر صغير طلبه منها.
لكن السؤال هو لماذا يفتعل الأزواج الشجارات أحياناً؟ نحن بدورنا بحثنا ووجدنا الإجابة في كتاب “سبعة مبادئ لكي ينجح الزواج” لخبيري الزواج نان سيلفر وجون غوتمان.
يقول الكتاب أن الافتعال قد يكون سببه:
# ملل وضجر الزوجين من حياتهما. لذلك لا بد من العثور على حلول سريعة مثل سفرة أو عطلة أو تغيير في المظهر لكي يبدد الملل الذي يقتل الحب.
# مشاكل في العمل أو خارج البيت مع أحد منهما.
# صعوبات مادية لا يعرف أي منهما كيف يعبر عنها فيقوم بالتنفيس في مشاكل يومية من هذا النوع.
# عدم الرضا في الحياة الجنسية، والذي غالبا ما تعبر عنه المرأة بهذه الطريقة، لأنها تخشى المصارحة.
# خلافات قديمة ودفينة لم يتم تسويتها فعلاً، وكان يظن الزوج أو الزوجة أن صفحتها طويت، لكن يصير تفصيلاً بسيطاً، يمكن تجاوزه، مدعاة للخلاف والشجار وعدم التحدث لأيام، ثم التذكير بهذا الخلاف القديم وفتح العتاب فيه من جديد.
# عدم القدرة على المغفرة هذه يقابلها شعور بالذنب عند الطرف الآخر، يحاول التخلص منه بالشجار حول أمور أخرى وإظهار الطرف الثاني مقصراً.
# هناك حالات أخرى يكون فيها للشجار سبب ظاهري يختبئ وراءه شيء آخر، كفقدان أحد الزوجين للثقة في شريك الحياة أو شكوى أحد الزوجين من قلة الوقت الذي يقضيانه سوياً.
وإذا انتاب أحد الزوجين إحساس بأن شريك الحياة يفتعل المشاكل لأتفه الأسباب، فمن الأفضل أن يواجه شريك الحياة بهذا الأمر ويطرحه للنقاش بكل صراحة ووضوح، وأن يحاول الارتقاء إلى مستوى أعلى من مستوى المشكلة لتضع يدك على السبب الحقيقي وراء الشجار.
ولا بأي من طرح السؤال التالي على شريك الحياة: لماذا يسبب لك هذا الأمر كل هذا الضيق؟. وعندما يبدأ شريك الحياة في توجيه الاتهامات تنصحه لا بد من ملاحقة أسبابه حتى النهاية.
وربما لا ينجح الأزواج في معرفة السبب الحقيقي للشجار من المحاولة الأولى. والتصرف السليم في هذه الحالة ألا يستسلموا لليأس والإحباط، وإنما مواصلة السعي لسبر أغوار شريك الحياة ومعرفة السبب الحقيقي وراء افتعاله للمشاكل على أتفه الأسباب في المرة التالية.