كثير منا وقع اليوم في هذا المرض، وهو التعامل بلغة التضليل والمراوغة والضبابية وعدم الوضوح والتلاعب بالكلمات والوعود، فلا عهدا أبقى ولا وعدا أنجز.
خطورة اللغة الضبابية خاصة بين المتزوجين أنها تصيبنا بالإحباط واتعدام الثقة مما ينغص الحياة الزوجية ويسقط الطرف الضبابي من عين شريك الحياة.
يغضب بعض الرجال عندما تصفه زوجته بأنه ليس صاحب وفاء أو باللغة الدارجة (ما لوش كلمة) وعندما تحقق في رأي الزوجة تجدها على صواب، فحين يعدها زوجها بشراء هدية، ويوحى لها بلغته الضبابية أنها ستكون قيمة غالية لغلاها عنده كزوجة وأنه لو اضطر للاستدانة ليشتريها فلما يأتي موعد الوفاء تجد الهدية دراهم معدودات أو وردة مثلا فإن عاتبته الزوجة على وعوده الهلامية الضبابية، قال لها:أنا لم أحدد لك هدية معينة أو قيمة مالية معينة والهدية ليست بقيمتها.
وهنا أساس المشكلة وهو إطلاق اللغة الضبابية وعدم التحديد والتضليل المتعمد، وكم من قضايا رفعت وحالات طلاق وقعت بسبب مخالفة الأقوال للأفعال وبسبب المعلومات المضللة،حتى يكتشف الطرف الأخر أنه كان يعيش طوال حياته في خدعة كبيرة .
ما الفائدة من حلو الكلام مع تبييت النية بالمخالفة وعدم الأداء؟ وأنا لا أتكلم هنا عن الهدايا والأمور المادية بل أعنى مجملا التتويه والضبابية في شتى التعاملات الحياتية، لقد باتت الوعود الكاذبة سمة للتعامل في الخطاب اليومي بين الكثيرين منا حتى أصابتنا بعدم الرضا وانعدام الثقة .
البعض منا يتعمد استخدام الرمادية والضبابية كأسلوب حياة والسبب هو الهروب من المسئوليات أو التبعات أو الوفاء بأشياء محددة وواضحة.وبعضهم يقسم لك على حسن نواياه وهو ألد الخصام يراوغ ويتصنع الصدق لكن الصدق والوفاء منه براء.