أظهرت دراسة حديثة، هي الأكبر من نوعها، أن ضغط الدم عند المرضى يكون أعلى حينما يقوم طبيب بقياسه، في حين أنه ينخفض إلى مستوياته الطبيعية حينما تقوم ممرضة بقياسه.
ولذا نصحت الدراسة أن يتجنب الأطباء القيام بقياسات ضغط الدم بأنفسهم وأن يوكلوا المهمة إلى شخص مقرب من المريض أو إلى الممرضات.
وبحسب الدراسة التي نشرت في مجلة British Journal of General Practice، اليوم الأربعاء، فإن قيام الأطباء بقياس ضغط الدم عند المريض يعطي قراءة خاطئة مرتفعة بمقدار 7 ملمتر زئبقي في الضغط الانقباضي، و4 ملمتر زئبقي في الضغط الانبساطي، وهو ما قد يكفي للمباشرة بعلاجات دوائية غير ضرورية، وإلى تشخيص “ارتفاع الضغط الشرياني” عند المريض بشكل خاطئ.
ويفسر العلماء هذه الظاهرة بما يطلقون عليه اسم “أثر المعطف الأبيض”، كناية عن معطف الطبيب، وهي ظاهرة تنتج عن القلق الذي يسببه قيام الطبيب بفحص المريض، وبالتالي إلى ارتفاع ضغط الدم أثناء عملية القياس، مما يعطي قياسات مرتفعة تختلف عن تلك التي تظهر عندما تقوم بها الممرضات أو المريض ذاته في المنزل بقياس ضغط الدم.
ويعتقد كروستفر كلارك، مؤلف الدراسة، أن هذه القراءات قد تؤدي أحياناً لدخول المريض في “حلقة مفرغة”، حيث إن الطبيب سيطلب في العادة من المريض أن يقوم بمراقبة ضغط الدم منزلياً، وهو ما قد يؤدي إلى زيادة توتر المريض وإلى عدم دقة قياساته أيضاً، في حين أن كل ذلك يمكن تجنبه إذا ما قامت ممرضة بعملية القياس أو أي شخص آخر لا يكون طبيباً.
ويضيف كلارك في الإصدار الصحافي للدراسة “كما قد تؤدي هذه القياسات الخاطئة إلى المباشرة بعلاجات دوائية غير ضرورية، والتي تؤدي إلى آثار جانبية غير مرغوب فيها”.
يذكر أن دراسات سابقة كانت قد خلصت إلى نتائج مماثلة، إلا أن هذه الدراسة هي الأكبر من نوعها حيث جرت في 10 بلدان مختلفة وشملت أكثر من 1000 شخص، تم قياس ضغطهم مرتين أثناء زيارتهم للطبيب، مرة من قبل الطبيب ذاته، ومرة من قبل ممرضة.
مقتبس من ” باسل الجنيدي “