قبل سنوات طويلة، وبالتحديد في فرنسا، كان الموسيقيون يلجأون إلى محطات مترو الأنفاق، من أجل تقديم فنونهم، خاصة وأنهم يفتقرون إلى رأس المال، ومن هنا جاءت تسمية “Under Ground” لكل من يقدم هذه النوعية الجديدة من الموسيقى ويفتقر إلى رأس المال.
إلا أن الملاحظ في مصر، خلال هذه الفترة، هو خروج معظم هذه الفرق الغنائية من عباءة “الاندر جراوند”، بعدما استطاعت الفرق تكوين قاعدة جماهيرية أغلبها من الشباب، وقاموا بإنتاج ألبومات غنائية، صنعت نوعا جديدا من الموسيقى، المصحوب بكلمات وألحان مختلفة عن المعتاد. فهناك فريق “كايروكي” الذي طرح أحدث ألبوماته “السكة شمال”، كما يتواجد فريق “مسار إجباري” بألبومه “اقرأ الخبر”، وكذلك فريق “بلاك تيما”.
الشهرة تضعهم أمام اختبار
وفي تصريحاته لـ “العربية.نت” أكد الناقد الفني رامي عبد الرازق، أن ظهور الفرق في البرامج، وإحيائهم للعديد من الحفلات الكبرى شيء إيجابي، ولكنه يضعهم في محك واختبار حقيقي، حول ما إذا كانت رحلة صعودهم، هي إيمان منهم بما يقدمون من موسيقى مختلفة، أم أنها مجرد وسيلة ليصبحوا فيما بعد منتجا استهلاكيا تقليديا.
وضرب مثالا، بالألبومات التي يتم طرحها من قبل هذه الفرق، وأنها لابد أن تكون في متناول الجمهور العادي، الذي شجعهم ودعمهم في بداية مشوارهم، وكذلك أسعار الحفلات التي يحيونها، خاصة وأنهم في البداية كانوا يقومون بإحياء الحفلات دون مقابل في الشارع.
الحكم على منتج تراكمي
وأكد رامي عبد الرازق، أنه لا يمكن إصدار أحكام في الوقت الحالي، خاصة وأن الحكم لابد أن يكون على منتج تراكمي.
كما أشار إلى أن ذلك لا ينفي، ضرورة أن تحصل هذه الفرق على الدعم المادي، من أجل الحصول على الكلمات والألحان، وكذلك إنتاج الألبومات.
واختتم تصريحاته، بالتأكيد على أن الكرة الآن أصبحت في ملعب الفرق الغنائية، ومدى إيمانهم بالموسيقى التي يقدمونها، وهل سيظل هذا النوع من الموسيقى هو ما يقدمونه، أم أنهم سيتجهون إلى المنتج التقليدي.
وكانت الفرق الغنائية، اكتسبت شهرة كبيرة، عقب ثورة الخامس والعشرين من يناير، وإقامة فعاليات تدعم هذا النوع من الفنون، كان أبرزها احتفالية “الفن ميدان”، التي تقام في السبت الأول من كل شهر، بميدان عابدين.