لصحتك.. كم صديقاً تحتاج؟

أظهرت بعض الدراسات أن المعزولين إجتماعياً أكثر عرضة، بمقدار الضعف، للوفاة بسبب أمراض القلب وأن العلاقات الاجتماعية تدعم المناعة وتقلل التوتر، لكن كم من الأصدقاء تحتاج؟

بحسب التقرير الذي نشرته مجلة “تايم”، ظهر الاهتمام بعدد الأصدقاء بعد تحوّل “الفيسبوك” إلى ظاهرة إجتماعية، ولفته الأنظار إلى موضوع عدد الأصدقاء. وكشفت بيانات المسح الاجتماعي الأميركي أن عدد الأصدقاء في العقود الأخيرة قد تضاعف 3 مرات على الأقل، لكن من ناحية أخرى يجد كبار السن صعوبة في الحفاظ على الصداقات.

ووجدت أستاذة علم الاجتماع في جامعة تكساس البروفيسورة ديبرا امبرسون، أن “الصداقة الحقيقية التي تفيد الصحة ليس لها علاقة بالتواصل عبر الفيسبوك، فالدعم العاطفي الذي يمكنك الحصول عليه من الصداقة يتطلب علاقة مقرّبة، وأن الكثير ممن لديهم قائمة كبيرة من الأصدقاء الرقميين ليس لديهم صداقة حقيقية تشبع الجانب العاطفي”.

أما بحسب البروفيسور روبن دنبار من جامعة أوكسفورد، فالصداقة الحقيقية هي التي تتضمن العناق والمشاركة في الضحك والرثاء مع أشخاص يبادلونك الاهتمام، وكل ما تحتاجه 3 إلى 5 أصدقاء مقرّبين. السبب الذي جعل البروفيسور دنبار يحدد هذا العدد من الأصدقاء هو ما توصلت إليه دراساته بخصوص قدرات القشرة المخية في الدماغ، والتي كشفت أن حجم الشبكة الاجتماعية للإنسان محدودة بسبب حجم هذا الجزء من جسمه.

ويقدّر البروفيسور دنبار أن الشبكة الاجتماعية للإنسان وفقاً لقدرات دماغه تتراوح بين 100 و200 شخص، يتضمن ذلك الأقارب والأصدقاء والزملاء وجميع المعارف. ولا يستطيع الإنسان التعامل مع أكثر من 15 شخصاً مقرباً له بما في ذلك أفراد أسرته، لذلك لا يستطيع الإنسان وفق هذا التقدير التمتع بصداقة مقرّبة مع أكثر مع أكثر من 3 إلى 5 أشخاص.

ويحض البروفيسور دنبار على الإفادة من علاقات الصداقة لدعم الصحة، حيث يساعد الضحك مع الأصدقاء على إطلاق الأندروفين في الجسم الذي يمنح شعوراً جيداً، ويساعد الضحك مع اللمسات الودودة بين الأصدقاء على تقليل التوتر وتعزيز المناعة.