اكتشف الفلكيون هيكلا فراغيا في الفضاء قياسه 1.8 مليار سنة ضوئية، وهم يعتقدون أن هذا الفراغ هائل الحجم يلقي نظرة جديدة على أسرار انفجار “بيغ بانغ” الكبير.
المعروف أن الفراغ في علم الفلك يكون خاليا من المادة، أي يندر أن يوجد به نجوم أو مجرات، والفراغات تحيط بالمجرات ومجموعات المجرات، وهو الهيكل العام لبنية الكون، حيث تتركز فيه المجرات وتجمعاتها في نسيج عنكبوتي، موزعة حول فراغات هائلة، تصل بينها خيوطا من المجرات.
وقد اكتشف الفلكيون مؤخرا هذا الفراغ الهائل “supervoid”، الذي قد يكون “أكبر هيكل فضائي تم تحديده في التاريخ بواسطة البشر”، وفقا للباحث الرئيسي في المشروع “استفان زابودي”، من معهد علم الفلك في جامعة هاواي في مانوا بالولايات المتحدة.
ويقول زابودي: “لقد تم العثور على هذا الفراغ من خلال الجمع بين ملاحظات التليسكوب PS1 بالموجات الضوئية مع ملاحظات القمر الصناعي “وايز” التابع لوكالة ناسا بموجات الأشعة تحت الحمراء، لتقدير أبعاد هذا الجزء من السماء، ووجدنا أنه يتسع بمقدار 1.8 مليار سنة ضوئية”.
علاوة على ذلك، كان الفلكيون قد اكتشفوا أيضا “البقعة الباردة” في عام 2004، التي يعتقدون إنها من آثار انفجار “بيغ بانغ” الكبير ، وأصبحت هذه البقعة ركيزة أساسية في نماذج شرح تأثير الانفجار الكبير في الكون.
بالرغم من ذلك فقد كان حجم البقعة الباردة ودرجة حرارتها أمرا غير مفهوم بالنسبة للعلماء، حتى اكتشف العلماء وجود هذه المنطقة الفارغة الواسعة في وسط البقعة الباردة، الأمر الذي يفسر للعلماء السبب وراء حجمها الهائل ودرجة حرارتها الباردة. ويقول العلماء أن الفراغ المكتشف ليس فراغا بالمعنى المفهوم ، وإنما هو عبارة عن منطقة تقل كثافتها 20% عن الجوانب الأخرى في الكون.